المجتمع المغلق وآفاته
المجتمع المغلق ساكن في الماضي. خارج الحاضر. عاجز عن صنع المستقبل. وعيه ذو عقل مستسلم مرتاح. فَرِحْ بما لديه. يعتبر بقاءه، مجرد البقاء صموداً. وصموده ولو مبطوحاً انتصاراً. سهولة النصر الموهوم تفرحه. الأوهام تسكن وعيه. الحقيقة هي ما يعتقده. ليست العلاقة بين ذاته والعالم الخارجي. الخارج ممقوت محتقر. الآخر مغاير ومكروه. هو مالك الحق والحقيقة. الواقع لديه اعتقاد. تتقدم الحقيقة الافتراضية على الواقع. الحق يقرر الحق والحقيقة. مسكون بالأنا أو بالنحن. مهووس بالمظلومية. يعرف في قرارته أن ما فيه وما هو عليه أقل مما يعتقد. يحيل دونيته على الخارج. المؤمرات تحيط به أو هكذا في وهمه. ثقافته تحدها من اليمين والشمال والجنوب والغرب ال”هم” ضد ال”نحن” التي هو جزء منها. الثقافات الأخرى في العالم دونها في المرتبة. يعتقد بتفوقه، تفوق ثقافته، ولو كانت دون الآخريات. الدونية عنده مظلومية، صنع الآخرين. مرتاح الى ما هو فيه. متعال على الآخرين. في مواجهة دائمة. ليست الامبراطورية معتدية بسبب قوتها وامبرياليتها، بل بسبب عدائها له. يسمي ذلك عنصرية. لا يلزمه تحليل موازين القوى في العالم. ينتصر بما هو عليه. لا يحلل ما في ذاته. ما فيها هو الأقوى. القوة وجهة نظر. يمين هذا المجتمع ويساره يجتمعان على بنية فكرية واحدة. مصدرها أن الأمر كله قضية. القضية له دون غيره.
ذو عقل مستريح. وعيه في ارتخاء دائم. يدور حول ذاته. يلوك الماضي. ثبات الاعتقاد هو الملاذ. يختبئ في ذاته. ينتهي حيث بدأ. حركة العالم تختصرها لديه الدائرة. الخطوط مستقيمة. لا يصيبها إلتواء ولا تعرّج. الاعوجاج عند الغير لا عنده. نقد الذات غائب عن نفسه. النقد مخيف له. تنهار بنيته بالنقد. تتزعزع أساساتها. الأساس هو ما بني عليه. يعتقد باستحالة الخطأ لديه. يكره الغوص في ذاته. علم الاجتماع مُلغى. الانثروبولوجيا لا لزوم لها. ينفي أن فيه استوى العالم. هو عالم قائم بذاته. ينفي مقولة صراع الثقافات. ليس لأنها خطيئة، بل لأنه فوق. لا اعتبار لديه إلا لفوقيته. ميزان القوى العالمي ليس لصالحه. لا يهمه ذلك. الصمود ولو مبطوحا. تنقلب فوقيته استعلاء على الآخرين في بلده والعالم. هذه تخفي دونية مستبطنة. شيء ما في داخله ينبؤه أنه دون الآخرين. يكره ذلك ويحوله الى مظلومية. ذاته تضطهد نفسه. يطمئن الى الاستبداد. يرتاح الى الطغاة. يريحونه من السؤال والشك وقبول النقد والانتقاد. املاءات الطغاة تريحه من البحث عما بذاته. البحث يكشف الخواء الذاتي. لا يدرك، أو يدرك، أن العقل المستريح قاعدة للاستبداد.
العقل المستريح نواة المجتمع المغلق. إغلاق العقل يبعث على الراحة. فيه حماية من رياح التغيير؛ هذه تقود الى نتائج غير متوقعة. تقود الى ما نجهل. المجهول مخيف. ينبغي القبض على المصير؛ الدين ليس بنظرهم جزءاً من المجتمع بل كل المجتمع. يستنبط الجديد من القديم، من التراث. نقد التراث مرفوض! النقد يستوجب الخروج من التراث. الوقوف خارجه ثورة. الثورة كفر. يفضلون الاندماج مع الثورة المضادة، فهذه تهدف الى بقاء كل شيء على ما كان. ليس في الأمر عندهم صيرورة. الثبات ضد الصيرورة.
ليس في المجتمع المغلق ميتافيزيكا؛ علم ما وراء الأشياء. الترجمة سيئة. ما وراء الأشياء ليس خلفها أو أمامها. هو في جوفها؛ حقيقة الأشياء. هم في المجتمع المغلق لا يعون الأشياء إلا كما تبدو. ويسمون ذلك الواقع. واقع الأشياء ليس كما تبدو بل هو في داخلها. المهم في الأشياء الجوهر. لكل شيء جوهره وهو ليس كما تبدو. حقيقة الأشياء هي العلاقات بين أجزاء الشيء، داخله، وخارجياً بين الشيء والأشياء الأخرى. ليس في المجتمع المغلق، ولكل شيء، سوى علاقة واحدة بينه وبين السماء. حقيقة الأشياء في السماء. الأشياء مشتتة مبعثرة إذ لا علاقات بينها. النفس مكسورة مجزّأة، إذ لا علاقات في داخلها وبين بعضها البعض. يعتبر الميتافيزيقا من علوم الأوائل. مرفوضة حتى ولو تم التداول بها. يحتاج المفكر الى احتيال كي يقاربها. هو مجتمع احتيال يفتقر الى الأخلاق. إذ يمنع على الفرد مقاربة الأشياء كما هي؛ ويفرض عليه مقاربة واحدة غير مقنعة. يفرض نمطاً واحداً من التفكير. حتى ولو تعددت الأنماط الفكرية، تبقى مفروضة من فوق. استبداد مجتمعي. يذوب الفرد في الجماعي. يختفي. الجماعة نفسها مفككة مذررة. يفتقر المجتمع الى التماسك. حرب أهلية مستمرة ومضمرة حتى دون استعمال وسائل العنف. هي حرب الكل على الكل. مع زوال علاقات الجذب، يبقى النفور سيد الموقف.
يحيط المجتمع المغلق نفسه بأسوار ثقافية وجغرافية وتاريخية. سياج يحميه من ثقافات الآخرين. يتطلّب هذا العزل لتفادي التلوّث. الآخرون أنجاس. سياج بينه وين التاريخ الحقيقي. لا حقيقة تاريخية إلا ما يعتقد. ماضٍ يتعلق به لا يحوي إلا ما يناسب روايته. الرواية التاريخية انتقائية تلفيقية. يهمه قبل كل شيء الطهارة من التلوّث بالآخرين ماديا وفكريا وروحيا. روحه قائمة بذاتها. مدينة على جبل. عنصرية من نوع آخر. استعلاء يجر العنصرية. ربما كانت جدران الفصل غير مرئية. لكنها قائمة في الروح. تحتاج الطهارة الى جدران عزل عما يلوّث. للطهارة أولوية على كل الطقوس الأخرى. لا تُقبل الطقوس دون طهارة مفترضة. هي ما يحفظ الحلال من الحرام. لا اعتبار للمباح ولا للمكروه ولا للمستحب.
في كل من هذه شبهات. مجتمع يكره الشبهات. لا يتعامل إلا باليقين. ككل عقل مستريح يطمئن الى الحلال ولا مكان عنده إلا لليقين. لكنه يقين لا يعكس علاقة مع الأشياء أو مع الآخرين. يقين مستمد من الذات، من المعتقد. العالم الخارجي انعكاس للمعتقد. لا حقائق إلا ما يُفترض. لا يعرفون الأشياء بما هي عليه. السلب أداة التعريف. تكبّر عند السنة. ولاء للسفارات عند الشيعة. عمالة (من عميل) عند الشيوعيين الستالينيين. اتهامات يرمي بها الغير. بنية فكرية واحدة. لا نقاش مع الغير. هم نقاد معترضون؛ إذن مغايرون. موضع شبهة. الشيطان كامن في أشخاصهم وأفكارهم. نقاشهم يحتاج الى العلانية. هذه مكروهة. تتطلّب الاختلاط بهم ومشاركتهم في حلقات حوار. أنجاس لا يجوز الاختلاط بهم. تعاليم تنتقل الى الأتباع بشكل تعليمات. لا مخالطة حتى مع الأتباع. يوجه الخطاب إليهم من خلف جدار. لا يقودون المظاهرات. هم ينكرونها فكيف يقودونها؟ السير في مظاهرة يستدعي الاعتراف بالمجتمع أو ما يسمى الشعب. توجيه الخطاب إليه وتلقي الخطاب منه. الوفاء للقضية والعقيدة يستدعي اندراج الجمهور واقتصاره على التلقي. خطباء المناسبات لا يعقدون مؤتمرات صحافية. لا يسمعون أسئلة كما لا يقبلون انتقادات. في كل سؤال شبهة. فيكتفي الخطيب بمجتمعه بأن ينطلق الخطاب منه الى الجمهور. لا تبادل في الخطاب. هناك فقط تكليف شرعي يتلقاه المكلف من الخطيب. على الجمهور التلقي والانصياع والوفاء للقضية. ليست القضية هي الناس ومصائرهم وحاجاتهم وفقرهم وانحدار مستواهم المعيشي نحو المجاعة. لا وفاء للناس. لا خضوع لإرادتهم. على الناس أن يخضعوا مهما حلّ بهم. الذي يكلفهم يستمد شرعيته من الله وكأنه احتكار لهم. المجتمع المغلق يملك إجازة حصرية؛ يحتكر الصلة مع الله. في الاحتكار هذا احتقار للمجتمع وللناس. ليست القضية في خدمتهم. هم في خدمة القضية. كأن الله لم يستخلف عباده في الأرض؛ استخلف الصفوة الطاهرة النقية الخالية مما يدنس. نخبة: هم خير الناس وأشرفهم. أنبثق من الاخوان المسلمين في مصر ما سمي الجماعة الإسلامية، ومنها جماعة التكفير والهجرة. كفّروا المجتمع. اعتبروه جاهلية. عندما رفضهم المجتمع كفروه وهجروه. اعتلوا جبلهم. مدينة على جبل كما قال خطيب أول سفينة هجرة الى أميركا الشمالية في عشرينات القرن السابع عشر. كان ذلك مقدمة لحرب إبادة أفنت 90% من السكان الأصليين. جماعة التكفير والهجرة قتلوا، اغتالوا، خصومهم من المشايخ والمؤمنين، وصولاً الى اغتيال السادات الذي ما استحق الرحمة. وكيف يستحقها؟ تكفير المجتمع فكرة أساسية في “معالم الطريق”. كتاب سيد قطب. كان ذلك من أوائل الكتب الذي ترجمها الخامنئي، قدس الله سره، الى الفارسية. جمعت محاضر محاكمة جماعة التكفير والهجرة في كتاب من جزأين بعنوان “الذين ظُلموا”. يعانون مظلومية دائمة. يحكمون المجتمع وهم مظلومون. سياج المظلومية حاضر في “معاهدة” مار مخايل 2006. قبضوا على السلطة وبقوا على اعتبار المظلومية في عدة الشغل الفكرية: “ما خلونا نشتغل”. الملامة دائما على الغير. والاتهامات موجهة دائما الى الآخر. في هذه الكتابة مرارة شديدة كما قال أحد الأصدقاء. هي مرارة التعاطف مع مجتمع يعيش سادته على إدانته وهم لا يهتمون لأمره ولا يعبأون لآلامه؛ مجتمع كان دائما كوزموبوليتياً، مفتوح الشبابيك والأبواب على أفكار هائجة حيوية. يتحول الآن الى مجتمعات مغلقة. ليست الطائفية وحدها سبب الإغلاق. كان طائفيا ومفتوحاً. الانغلاق سمة جديدة تُفرض بالقوة والقسر والإرهاب. وهل انفجار مرفأ بيروت إلا نتيجة لذلك. ليس مهما التحقيق في الأمر. أن يبقى سرياً فهذا شأن قانوني. الأهم هو الحؤول، أو محاولات الحؤول، دون الوصول الى المحكمة. علانية المحاكمة هي المخيفة وهي موضوع النزاع. مجتمع الانغلاق هو مجتمع الأسرار دون العلانية. المجتمع المفتوح هو مجتمع العلانية. ليس للأسرار قدسية. القدسية الوحيدة هي للعلانية، حيث يجري تدمير المقدسات في النقاش والحوار والتبادل الإنساني. الإنسان بمصالحه المادية والمعنوية هو القدسية الوحيدة في مجتمع مفتوح. القدسية هي زوال القدسية: نفسها، مناقضتها، وإلغاء الاستلاب معها.
إغلاق المجتمع هو الاستلاب بعينه.ألا نرى مجتمعنا؟ مع استلاب روحه استلبت منه أمواله. الفقر والإفقار على طريق المجاعة نوع من الاستلاب. الاستلاب الروحي والسلب المادي وجهان لعملة واحدة. فليقبل أهل الأرض بما أصابهم أو يهاجروا أو ينطحوا الحيط، كما قال بعض قادة الجماعات المغلقة في لبنان. القبول أو الإلغاء. على الناس أن يختاروا بينهما. القبول هو أن يصير الناس أتباع. الإلغاء هو الهجرة أو التعوّد. إذا بقوا، عليهم الخضوع. ليس مهما لديهم إدارة المجتمع وتلبية حاجات الناس. همهم السلطة والتربع على عرشها وتوجيه الأوامر. إدارة المجتمع وضعوا نقيضها الفساد. هو سبب آلام المجتمع. يحاربون الفساد كلاما. لم يسجن أو يحاكم أحد بسببه. فساد الآخرين هو الذي أودى المجتمع في الهوة. لا يرون أشخاصاً فاسدين. المجتمع هو الفاسد. يحاربون الفساد. يواجهون المجتمع والكون. ايديولوجيا طهرانية قائمة على المواجهة. يواجهون الامبراطورية بوسائل مهترئة. لا يهمهم فهم صامدون. إذا كان ميزان القوى العالمي يحتم تنمية مجتمعاتنا، فلا وقت لدينا. هاجسهم الطهارة. طهارة مقابل رجس الأخرين. دين يواجه الكفر. ممانعة ضد الامبراطورية. ما هي هذه الامبراطورية؟ ليس مهما التعرّف عليها ولا اكتساب علمها. بالثقافة يواجهون لا بالسياسة. الثقافة مغلقة والسياسة لا طائل لها ولا فائدة منها. تُمارس وكأنها طقوس دينية. الاحتمالات تفتح الباب. هذا يجب أن يبقى مغلقاً. تُستمد المعرفة من استنباطات الكتب القديمة. التكنولوجيا مقبولة. هي ليست العلم لكنها تُشترى ويُكلف بها اختصاصيون ومهندسون وغيرهم. يبقى المجتمع على ما أريد له. نخب المجتمع المغلق وحدهم لهم إرادة. إرادة على حق. تُفرض بالقسر والإكراه.
في المجتمع المغلق يذوي الفكر. يصيبه اليباس. يعتمد التكرار. يخلو من الإبداع. خوف من البدعة. هروب من الضلالة. يقين يطغى على الشك. ينفي السؤال. ينقطع البحث. تدور الذات حول نفسها. تفسيرات متلاحقة. تفسير على تفسير. لا تثير القضية قضايا أخرى. لا يتنقل الفكر من مسألة الى مشكلة. روح ميتة. تكرار ممل. حياة مملة. لا اهتمام إلا بالمباشر. لا حساب للدهر وتقلباته. ما لدينا يكفينا. هو مجتمع الكفاية بما لدينا. الجديد محيّر. الحيرة مكروهة. لا مكان للدهشة.
في المجتمع المغلق قمع ذاتي؛ انقماع. يكتفي المرء بذاته الهزيلة.
لـقـد هـزلـت حـتــَّـى بدا من هـزالـهـا كـلاها وحـتــَّـى سـامـهـا كـلُّ مـفـلـس!
الخروج من ذلك يقتضي انشاء تنظيمات عسكرية وأمنية موازية لتنظيمات الدولة، ولو في نفس المجال، لتأدية المهمة ذاتها. لا تثق الدولة بأجهزتها، ولا يثق الجهاز بنظيره. تفقد الدولة هيبتها وشرعيتها. يكسب هؤلاء شرعيتهم بالقوة ويفرضونها على الناس . المجتمع المغلق الذي لا يثق بأحد، لا يثق بأن الدولة دولته. يريد أن يكون له قواه الأمنية الخاصة، من جيش وقوى مراقبة وقبض على المخالفين في الرأي. إلغاء الازدواجية يتطلّب غير الشرعية من هذه القوى. الدمج في قوى الأمن في بداية التسعينات كان بداية إعادة تشكيل الدولة. تبدو استحالة هذا الأمر الآن. التشكيلات الموازية للدول تعبير عن عدم ثقة بالدولة الشرعية. هنا تناقض كامل بين دولة الشريعة والدولة الشرعية. الأولى كيان مغلق والثاني كيان مفترض أن يكون لمجتمع مفتوح. من هنا كان تشكيل التنظيمات الموازية لعدم الثقة بما هو شرعي وقانوني. المجتمع المغلق هو في معظمه مؤسس على الدين. لا يثق بغير أهل الدين والمذهب. المشكلة الأساسية في كل بلدان المنطقة هو إنشاء دول أو سلطات موازية. هذه تتكل عليها السلطة الرسمية أكثر من الأجهزة الشرعية. ما هو غير شرعي له موازنة خاصة خارج اطار الشرعية. إذا كانت الموازنة هي أداة العمل الأساسية لكل دولة، فإن دولنا التي تعاني من ازدواج الشرعية، تعاني في الوقت نفسه من انفراط الدولة الشرعية وأخذها بطريق الصيرورة الى دول مارقة. ازدواجية الدولة تعني ازدواجية الولاء وازدواجية الشرعية. هكذا يتم تدمير الدولة الشرعية من داخلها وعن قصد. المجتمع المغلق، الجماعة المغلقة، لا تثق بغيرها. مؤداها دائما عدم الاستقرار. حرب أهلية معلنة أو غير معلنة. السلطة غير الشرعية تعبير عن اعتبار مضمر وهو رفض الشرعية. رفض الدولة بالمطلق. تتحوّل الدولة الى مجموعة ميليشيات لا تعترف بالدولة الرسمية ولا هذه تعترف بها. دولة مارقة. إغلاق المجتمع ولو اعتبر مسألة غير سياسية إلا أن له أثار سياسية مدمرة. عجز كامل. تحتفظ التنظيمات الموازية بحق المقاومة. لا تثق بشعبها وبقدرته على المقاومة والمواجهة. بدل أن يصبح الشعب كله مقاوماً، يستأثر فريق منه بهذا الشرف. يوضع معظم المجتمع خارج المغلق. خارج المقاومة. توجه التهم بعضها بالتخوين، بعضها بالتكفير، بعضها بالعزل. لا يهمهم بناء مجتمع متماسك. وهل غير المجتمع المتماسك يقاوم ويواجه أعداءه؟ ينتهي أصحاب المغلق بزرع بذور العجز في المجتمع، بعد عزله. وهذا الأمر يعود الى مزيد من الهزائم التي لا يُعترف بها. يحقق أصحاب المغلق نصراً واحداً، هو على شعبهم. المجتمع المهزوم يهزم أمام نفسه وبنفسه. تكون الهزيمة صنع يديه.